من أرشيف الذاكرة (39) .. محاولة كسر كاتم صوت المجتمع
يمنات
أحمد سيف حاشد
محاولة كسر كاتم صوت المجتمع
(16)
• كنت واقعيا إلى حد بعيد.. لم تكن توقعاتي ترجو أي نتيجة أو تحول داهش، كتبت بهذا الصدد حينها: “سقف توقعاتي أسوأ الاحتمالات، ولكن لابد من شرف المحاولة.. دعونا نحاول في وسط هذا الحصار والظلام الكثيف.. إن أهمية ما نفعله هو محاولة لاستعادة العمل المدني المصادر والمقموع.. يجب إعادة الاعتبار للعمل المدني ومحاولة فرض وجوده على أطراف الحرب..”
• كنت أعي صعوبة العمل المدني في ظل استمرار الحرب، فضلا عن استعادته أو مراكمته بعد انقطاع في ظروف هذه الحرب البشعة والمعقدة، فيما رفيقي قطران كان يرى عكس ما أراه.. كان يرى أنها لحظة مناسبة للثورة والتغيير أكثر من أي وقت مضى، ولاسيما في هذه الظروف الساحقة التي يعيشها شعبنا..
• كان سقفي متواضعاً و واقعياً أو مقارباً للواقع أو هكذا أظن، فيما سقف رفاقي قطران، والحسام، والقاعدي، وعمر الآنسي، والعجيلي، والغدواني، كان مرتفعا حد يشق السماء.. ففي الوقت الذي كان “هشتاجي” من أجل الخبز والكرامة وهو يتسق مع بيان 20 مايو، كان “هشتاج” رفاقي “ثورة الخبز والكرامة”.. وجدت نفسي قليل بين أكثرية، أرغمتني الحملة الإعلامية أحيانا للتعاطي مع الحملة دون قناعة فيما يخص مصطلح “الثورة”.
• كنت أحاول أن أقنعهم أن يؤجلوا مصطلح “ثورة” على الأقل بعض الوقت حتى نختبر ذلك على الواقع، ونرى فرصة وامكانية تطوير الفعل الذي سنبدأه، ولكنني وجدت نفسي محاصرا بالجنون، ولا أريد أن نتوقف عند الاصطلاح المحبط لمحاولة الاحتجاج مسوغا ذلك بقاعدة (لا مشاحة في الاصطلاح) أو بعبارة أخرى تجاوز الغرق بما هو نظري معيق لفعل الاحتجاج تحت أي مسمى، أو لما يتعين فعله والقيام به.
• ومع ذلك كانت تجوس في أعماقي حالة ثورية بعيدا عن المصطلحات والتنظيرات، أقلها يجب كسر الرتابة الراهنة واللامبالاة من قبل من يعبثون برواتبنا ويمنعونها عنّا، رغم القدرة على دفعها، بل ويريدون الاستمرار بالفشل على حساب حياتنا ووجودنا.. يجب أن نحاول أو يكون لنا شرف المحاولة في رفض هذا الواقع المفروض علينا بالحديد والنار والسطوة شمالا وجنوبا..
• يجب كسر حالة اللامبالاة عند سلطات الأمر الواقع هنا وهناك.. شهور طوال دون رواتب أكلت من أعمارنا ما لم تأكله السنين الطوال.. حال جحيمي أقل ما يستوجب فيه هو الاحتجاج بكل تأكيد، إن لم يكن الانتحار في وجه طغيان الحرب وجوعها وبشاعتها..
• احتكار أطراف الحرب للصوت السائد، وطغيان صوت أطرافها على صوت المجتمع، وتعمد بل وإصرار تلك الأطراف على تغييب صوتنا، وفرض كاتم الصوت على صوت المجتمع، يجب أن يفل أو يُكسر.. الخروج على فرض الأمر الواقع ومقاومته صار فرض ع
ين لا فرض كفاية..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.